تحذيرات بايدن وترامب- صعود الأوليغارشية وعلاقة ماسك المثيرة للجدل

المؤلف: حسين شبكشي10.17.2025
تحذيرات بايدن وترامب- صعود الأوليغارشية وعلاقة ماسك المثيرة للجدل

في خطابه الأخير، أبدى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قلقه العميق بشأن تنامي نفوذ القوى الأوليغارشية في بلاده، واصفًا هذا النمو بأنه "مقلق". ونظر الكثيرون إلى هذا التصريح باعتباره إشارة صريحة إلى العلاقة الاستثنائية التي تجمع بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب ورجل الأعمال البارز إيلون ماسك، الذي يتربع على عرش قائمة الأثرياء في العالم.

وفي سياق مماثل، يتردد في الأذهان التحذير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور في خطابه الوداعي الشهير، حيث أعرب عن خشيته من تنامي نفوذ "المجمع الصناعي العسكري" على صناع القرار السياسي. وقد أثبتت الأحداث اللاحقة، وتحديدًا خلال حرب فيتنام، صحة تحذير أيزنهاور بشكل لا لبس فيه.

وقد لفت انتباه المراقبين تهافت عدد كبير من رجال الأعمال، من مختلف أنحاء العالم، على لقاء دونالد ترمب في منتجعه الفاخر بولاية فلوريدا، وإعلانهم عن استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي. هذا المشهد بدا غير مألوف وجديدًا.

ويبدو أن إيلون ماسك سيضطلع بدور محوري في إدارة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترمب، وهو دور يكتنفه الغموض ويصعب تحديده بدقة، على الرغم من الإجماع على أهميته وتأثيره. ومن المتوقع أن يقود ماسك إدارة جديدة تسعى إلى تقليص الترهل والقضاء على البيروقراطية في الحكومة الأمريكية، بهدف تعزيز كفاءتها وفعاليتها.

تجدر الإشارة إلى أن عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون قد حذر بشدة من خطورة تداخل السلطة والمال، لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة على المجتمع.

ويبدو أن ماسك يغتنم هذه الفرصة التاريخية النادرة لتوسيع ثرواته وتعزيز نفوذه، من خلال هيمنة شركاته على قطاع السيارات الكهربائية، وقطاع الفضاء التجاري الناشئ، ومنصات التواصل الاجتماعي. ويطمح ماسك إلى الاستحواذ على تطبيق "تيك توك" الصيني الشهير في الولايات المتحدة، وهو ما يتماشى مع رغبة الرئيس دونالد ترمب.

من جانبه، لا يبدو أن دونالد ترمب يخشى من إيلون ماسك، فهو لن يسمح له بالوصول إلى سدة الرئاسة؛ لأن ماسك مولود خارج الولايات المتحدة، وهو ما يتعارض مع أهم شروط الترشح للرئاسة. وبدلاً من ذلك، يسعى ترمب إلى استغلال نجاحات إيلون ماسك لكي تُحسب ضمن إنجازات إدارته وسياساته.

يبقى السؤال: إلى متى ستستمر هذه العلاقة بشكل متوازن؟ لا سيما إذا تذكرنا الشخصية النرجسية التي يتسم بها كل من ترمب وماسك، وصعوبة تقاسم الشهرة والأضواء مع الآخرين. ومع ذلك، يظل كل منهما بحاجة إلى الآخر؛ فترمب بحاجة إلى استثمارات أثرى أثرياء العالم، وماسك بحاجة إلى حاكم أقوى دولة في العالم. فإلى متى ستستمر هذه "الرقصة" بين الاثنين دون أن يطأ أحدهما قدم الآخر؟

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة